جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح لمعة الاعتقاد
231952 مشاهدة
الدفاع عن أمهات المؤمنين والصحابة أمام افتراءات الرافضة

وعائشة أفضل في العلم؛ فتح الله عليها، ورزقها علما كثيرا وحفظت الكثير من النبي -صلى الله عليه وسلم- وانتفع الناس بفتاواها ورجعوا إليها في المشكلات، ورجعوا إليها عند الاختلاف فكلهن لهن فضل.
وتسمى الصديقة؛ لأنها بنت الصديق بنت أبي بكر -رضي الله عنه- من فضلها أن الله تعالى برأها مما قذفها به أهل الإفك؛ الذين رموها بالزنا أنزل الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ إلى آخر الآيات.
فبرأها الله تعالى من ذلك، فهي وسائر أمهات المؤمنين زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة إذا كان الله تعالى قد برأها فإن الذين يقذفونها كالرافضة يعتبرون كفارًا قذفوها بما برأها الله تعالى به، فهم كفرة لأنهم أنكروا ما قاله الله تعالى.
ذكر لنا بعض المشائخ أنه إما رأى بعض الرافضة، وإما ذُكِر له أنهم يخرجون عنز عليها شعر، ثم يجتمعون عليها، ويقولون هذه عائشة عذبوها فينتفون شعرها، ويتمزق مع شعرها جلدها تعذيبا لهذه البهيمة هذه عائشة عذبوها هذه التي فعلت وفعلت؛ يرمونها بأنها قد فعلت الفاحشة ونحو ذلك، ولا يزالون ينتفون شعرها ويتمزق معه جلدها إلى أن تموت بين أيدهم من غير ذكاة ولا ذبح هذا فعلهم بأم المؤمنين -رضي الله عنها- تعذيبا لهذه البهيمة في نظرهم أنهم يعذبون عائشة ويؤلمونها.
وذكر بعض المفسرين من الإخوان أنه اطلع على تفسير للرافضة؛ أنهم فسروا قوله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً فقالوا: البقرة عائشة يأمركم بأن تذبحوها نعوذ بالله، ولا شك أن هذا من حقدهم عليها لماذا؟ يقولون: إنها تبغض عليا وإنها هي التي هيجت الناس عليه في وقعة الجمل، وإنها وإنها...
علي -رضي الله عنه- لما قاتل أهل الجمل، وحصل ما حصل وبقيت عائشة كرمها، وأرسلها مكرمة إلى المدينة محترمة، ولم يكن ليحقد عليها، ولم تكن هي التي سببت هذه الوقعات، وإنما الذين سببوها هم أولئك الثوار الذين ثاروا على عثمان .
وعندنا أيضا معاوية بن أبي سفيان فيقولون: إنه خال المؤمنين لأنه أخو أم حبيبة إحدى أمهات المؤمنين، أم حبيبة هي بنت أبي سفيان كانت من المسلمات ومن المهاجرات إلى الحبشة مات زوجها في الحبشة فتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- دفع مهرها النجاشي ملك الحبشة وجاءت مع عمرو بن أمية الضمري من الحبشة إلى المدينة وبقيت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وتوفي وهي في عصمته، وهي من أمهات المؤمنين معاوية أخوها فإذا كانت هي أم المؤمنين فيعتبر أخوها خال المؤمنين.
هكذا استنبط بعضهم أن كل من كان أخا لإحدى أمهات المؤمنين يُعتبر خال المؤمنين هكذا جاء هنا، وهو -أيضا- لما أسلم أبو سفيان طلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستخدم معاوية للكتابة فكان يكتب الوحي فهو كاتب وحي الله تعالى وذكر ذلك أبو الخطاب في عقيدة في قوله:
ولابن هند في الفؤاد محبة
ومـودة فليرغمن المعتــدي
ذاك الأمين المجتبى لكتابة ال
وحي المنزل للتقى والسـؤدد
فعليهمُ وعلى الصحابة كـلهم
صلاة ربنا تـروح وتغتــدي
إني لأرجو أن أفوز بحبهـم
وبما اعتقدت من الشريعة في غد
فمحبة الصحابة جميعا، ومنهم معاوية وأبو سفيان وإخوته الذين أسلموا محبتهم؛ لأنهم من أحباب الله تعالى، ولأنه من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
معاوية أحد خلفاء المسلمين استُخلف، وتمت الخلافة له لما بايعه الحسن بن علي وتنازل للخلافة له فتم له الأمر، وبقي خليفة لا يُنازعه أحد من سنة إحدى وأربعين إلى أن توفي سنة ستين، وهو خليفة يقولون: إنه خير ملوك المسلمين، وكان له حلم وعفو وصفح وله أفعال حسنة.